تؤثر سرعة القيادة على السلامة على الشارع بطريقتين:
- تزيد احتمالية التعرض لحادث.
- تزيد من خطورة الحادث في حال وقوعه.
تزداد فرصة التعرض لحادث كلما زادت السرعة (عندما تكون جميع المعطيات الأخرى متساوية). وذلك لأنه عند السرعات العالية تكون قدرة الإنسان على الإدراك والفهم والتفاعل في الوقت الحقيقي مع الأحداث غير المتوقعة، مثل اندفاع أحد المشاة إلى الشارع، أقل، وبالتالي يكون وقت رد فعل السائق أطول. علاوة على ذلك، وفي اللحظات الحرجة قد يتشتت انتباه السائق بمهام أخرى مثل التحدث على الهاتف الخلوي أو تغيير المحطة على الراديو. المسافة التي تقطعها المركبة من لحظة إدراك عين السائق لمعطيات الحدث وحتى ضغطه على دواسة الفرامل تسمى “مسافة رد الفعل”، وتعتمد على عدة عوامل، مثل عمر السائق، ومستوى انتباهه وتركيزه في تلك اللحظة، ومهارات تحكمه في السيارة، وغيرها. وحتى بعد أن يدرك السائق الخطر ويضغط على دواسة الفرامل، فإن المسافة التي تقطعها المركبة من لحظة الضغط على دواسة الفرامل وحتى توقفها الكامل تزداد بنسبة مربع السرعة (v2). تتأثر هذه المسافة (التي تسمى “مسافة الفرملة”) بعدة عوامل، بما في ذلك السرعة الأولية للمركبة وحجمها ووزنها وظروف الطريق (على سبيل المثال، شارع رطب/ جاف) وحالة الإطارات.
تشمل مسافة توقف المركبة كلاً من مسافة رد الفعل ومسافة الفرملة. وبما أن مسافة رد الفعل ومسافة الفرملة تتأثران بالسرعة، فإن مسافة التوقف ستزداد نتيجة للسرعة العالية.
سرعة السفر لها تأثير كبير على نتائج الاصطدام وبالتالي شدة الإصابات الجسدية والأضرار ستكون أكبر مع كل كم/ساعة إضافي.
يمكن الافتراض أن الحوادث المميتة الناجمة عن السرعة العالية تتأثر أيضاً بمخالفات أخرى، بما في ذلك عدم الحفاظ على المسافة، وعدم الانصياع للإشارة الحمراء، وعدم الالتزام بإشارة التوقف، وعدم إعطاء حق المرور والتجاوز غير القانوني. قد تنتج كل هذه المخالفات بسبب مواقف لم تسمح فيها السرعة العالية للسائقين بالتفاعل في الوقت المناسب مع الوضع على الشارع، أو جعلتهم يتخذون قراراً خاطئاً.
للسفر بسرعة عالية مخاطر أخرى:
- ازدياد قوة الطرد المركزية المؤثرة على المركبة عند المنعطفات – تماسك إطارات المركبة على الشارع عند المنعطفات محدد بالسرعة المعقولة. عند القيادة بسرعة زائدة، قد يفقد السائق السيطرة، وتندفع سيارته خارج المسار الذي يسير فيه.
- زيادة شدة الحوادث – نفس القواعد الفيزيائية التي ستؤدي إلى زيادة مسافة الفرملة وقوة الطرد المركزية بحسب مربع الزيادة في السرعة، ستزيد أيضاً من شدة الحادث والتي ستؤثر على خطورة الإصابة التي ستلحق بالسائق والركاب وحجم الأضرار التي تلحق بالمركبة والممتلكات.
- الرؤية النفقية – كلما زادت السرعة، كان مجال الرؤية أضيق. هذه ليست مشكلة فسيولوجية، ولكنها اجهاد للنظر: كلما زادت السرعة، كلما تطلع السائق إلى رؤية مسافة أبعد (وذلك مبرر)، وركز نظره على مسافة أبعد وفوت رؤية الأشياء الأقرب.
- يصبح السائق أكثر تعباً – كلما كانت القيادة أسرع، توجب على السائق التحلي بمزيد من اليقظة وبذل جهد أكبر للتركيز والرؤية وبالتالي سيكون أكثر تعباً.
كيف تؤثر السرعة على شدة الإصابة؟
الطرق بين المدن
جسم الإنسان ضعيف أمام القوى الهائلة التي تنتج أثناء وقوع الحادث. كلما زادت سرعة القيادة، وفي حالة وقوع حادث، ستكون الإصابة والأضرار الجسدية أكبر. على الرغم من أن المركبات أصبحت أكثر أمانًا في السنوات الأخيرة، إلا أنه يزال للسرعة تأثير كبير على نتائج الاصطدام.
في نطاق السرعات المسموح بها في إسرائيل على الطرق غير السريعة (80-90 كم/ساعة)، من المتوقع أن تؤدي زيادة السرعة الفعلية بمقدار 5 كم/ساعة إلى زيادة بنسبة 30% في عدد الحوادث المميتة وزيادة بنسبة 14% في عدد الحوادث بجميع درجات خطورتها.
الشوارع البلدية
على الشوارع البلدية (داخل المدن)، من المفترض أن يكون السائق أقل عرضة للحوادث، لكن عوامل تشتيت الانتباه تكون أكبر بوجود المشاة وراكبي الدراجات الكهربائية وراكبي السكوتر الكهربائي. بموجب القانون، تصل السرعة المسموح بها على الشارع البلدي إلى 50 كم/ساعة (ما لم تكن هناك إشارة تنص على غير ذلك) عند السرعات المنخفضة (20-30 كم/ساعة كحد أقصى) يبلغ احتمال تعرض المشاة لإصابات مميتة حوالي 10٪. عند سرعة 40 كم/ساعة، يبلغ خطر الإصابة القاتلة حوالي 40%، وعند سرعة 50 كم/ساعة – حوالي 80%، وعند سرعات تزيد عن 60 كم/ساعة تكون فرصة بقاء المشاة على قيد الحياة أقل من 10%.
أثبتت الدراسات في العالم أن:
- في حالة اصطدام سيارة بأحد المشاة بسرعة 30 كم/ساعة – فإن احتمال بقائه على قيد الحياة تبلغ 90%.
- في حالة اصطدام سيارة بأحد المشاة بسرعة 40 كم/ساعة – فإن احتمال بقائه على قيد الحياة تبلغ 40%.
- في حالة اصطدام سيارة بأحد المشاة بسرعة 50 كم/ساعة – فإن احتمال بقائه على قيد الحياة تبلغ 20%.
- في حالة اصطدام مركبة بأحد المشاة بسرعة 60 كم/ساعة – فإن احتمال بقائه على قيد الحياة تبلغ 10%.















































