يُتيح الجلوس الصحيح في السيارة تحكماً مثالياً بالمركبة، ومجال رؤية واسعاً، واستجابة سريعة في حالات الطوارئ. بالإضافة إلى جانب السلامة، تُقلل الوضعية الصحيحة من التعب، وتمنع آلام الظهر والرقبة، وتسمح بقيادة مريحة لفترات طويلة.
وضعية مقعد السائق
يُعد ضبط مقعد السائق بشكل صحيح أحد أهم عناصر القيادة الآمنة والمريحة. يتيح الوضع الأمثل للمقعد تحكماً كاملاً بالمركبة، ويقلل التعب أثناء الرحلة. فيما يلي الإرشادات الرئيسية لضبط مقعد السائق بشكل صحيح:
- المسافة من عجلة القيادة: يجب ضبط المقعد بحيث تبقى الركبة منحنية قليلاً عند الضغط على دواسة الفرامل بالكامل. المسافة الموصى بها من عجلة القيادة هي حوالي 25-30 سم من الصدر.
- ارتفاع المقعد: يجب تعديل ارتفاع المقعد بحيث تكون الرؤية أعلى من عجلة القيادة، مع مجال رؤية واضح للطريق. يجب أن يكون الفخذان موازيان لأرضية السيارة.
- زاوية المقعد: يجب تعديل قاعدة المقعد بحيث يكون الحوض أدنى قليلاً من الركبتين، لتوفير دعم مثالي للوركين وأسفل الظهر.
- دعم الظهر: تأكد من أن الظهر قريب من مسند المقعد على كامل طوله، مع دعم خاص لمنطقة أسفل الظهر باستخدام وسادة الظهر المدمجة.
- وضعية الرأس: يجب تعديل مسند الرأس بحيث يكون مركزه على مستوى الجزء الخلفي من الرأس، لمنع إصابات الرقبة في حالة وقوع حادث.
ضبط مسند الظهر وزاوية المقعد
تلعب زاوية مسند الظهر دوراً حاسماً في الحفاظ على قيادة آمنة ومريحة لفترة طويلة. الوضع المثالي لمسند الظهر هو بزاوية تتراوح بين 100 و110 درجات تقريباً بالنسبة للمقعد، مما يوفر دعماً مثالياً للعمود الفقري. من المهم أيضاً ضمان حصول منطقة أسفل الظهر على دعم كافٍ لمنع التعب والضغط غير الضروري على فقرات العمود الفقري.
يساعد دعم أسفل الظهر المناسب في الحفاظ على وضعية طبيعية للجسم، ويسمح بتحكم أفضل في السيارة. بالإضافة إلى ذلك، تضمن الزاوية الصحيحة لمسند الظهر بقاء الرأس والرقبة في وضعية طبيعية، مما يقلل من خطر آلام الرقبة والتعب أثناء القيادة لفترات طويلة.
وضعية اليدين على عجلة القيادة
يُعد الإمساك الصحيح بعجلة القيادة أمراً مهماً للتحكم في السيارة والاستجابة السريعة في حالات الطوارئ. الوضعية الموصى بها لليدين على عجلة القيادة هي وضعية “9:3” أو “10:2″، مع استرخاء الذراعين وثني المرفقين قليلاً – يتيح هذا الوضع أقصى مدى حركة لعجلة القيادة مع الحفاظ على التحكم الكامل في السيارة. من المهم تجنب الإمساك بعجلة القيادة بشكل مرتخي أو مشدود للغاية، حيث قد يؤثر ذلك سلباً على سرعة رد الفعل ويسبب إجهاداً غير ضروري في اليدين والكتفين.
ضبط المرايا والرؤية المحيطية
يُعد الضبط الصحيح لمرايا السيارة جزءاً لا يتجزأ من وضعية الجلوس المثالية، ويؤثر بشكل مباشر على سلامة القيادة. يجب ضبط المرايا الخارجية لتوفير أقصى مجال رؤية لجوانب السيارة، مع تقليل النقاط العمياء. يجب أن تتيح المرآة الوسطية الداخلية رؤية واضحة للنافذة الخلفية بالكامل، دون الحاجة إلى تحريك رأس السائق بشكل حاد. من المهم التأكد من ضبط المرايا فقط بعد ضبط وضعية الجلوس النهائية، لأن تغيير وضعية الجلوس سيؤثر على زاوية الرؤية في المرايا. يجب ان تسمح حركة بسيطة من الرأس بمسح كامل لمحيط السيارة، لذا من المهم التأكد من ضبط المرايا بما يتوافق تماماً مع وضعية عيني السائق.
أخطاء شائعة في وضعية الجلوس
- الجلوس قريباً جداً من عجلة القيادة – يميل الكثيرون إلى الجلوس قريباً جداً من عجلة القيادة، مما يحد من نطاق حركتهم ويشكل خطراً في حالة تفعيل الوسادة الهوائية. يجب الحفاظ على مسافة لا تقل عن 25 سم من عجلة القيادة.
- إمالة ظهر المقعد للخلف – الجلوس بشكل مائل جداً يُضعف التحكم في السيارة وسرعة رد الفعل. يجب الحفاظ على زاوية تتراوح بين 100 و110 درجات تقريباً.
- ضبط دعامة أسفل الظهر بشكل غير صحيح – تجاهل الاتجاه الصحيح لدعم أسفل الظهر يُسبب آلاماً وإرهاقاً في الظهر. من المهم ضبط الدعامة بما يتناسب مع بنية الجسم.
- وضع المقعد مرتفعاً جداً – ارتفاع المقعد المفرط يُصعّب التحكم في الدواسات وقد يُسبب إجهاداً للساقين. يجب ضبط المقعد بحيث تكون الركبتان مثنيتين قليلاً.
- إمساك عجلة القيادة بشكل غير صحيح – إمساك عجلة القيادة من الأسفل أو بقبضة يد واحدة يؤثر على قدرة التحكم في السيارة. يجب عليك إبقاء قبضتيك ثابتة عند الساعة التاسعة والثالثة.
- تجاهل ضبط مسند الرأس – مسند الرأس غير المضبوط على الارتفاع المناسب يُعرّض الرقبة للخطر في حال وقوع حادث. يجب وضعه على مستوى مؤخرة الرأس.
تلخيص
كما رأينا، فإن الضبط الدقيق لوضعية المقعد، وزاوية مسند الظهر، والمسافة من عجلة القيادة، واتجاه المرايا، يؤثر بشكل مباشر على القدرة على الاستجابة والتحكم في السيارة والتركيز أثناء القيادة. من المهم تخصيص وقت لضبط جميع هذه العناصر بدقة قبل بدء الرحلة، وإجراء التعديلات اللازمة أثناء الرحلات الطويلة، إذ إن اتباع عادات الجلوس الصحيحة في السيارة ليس مجرد مسألة راحة، بل هو شرط أساسي للقيادة الآمنة والوقاية من التعب والإصابات الجسدية.















































